د.نسيب حطيط
نعيش فاجعة وطنية وأخلاقية تتمثل بمنع لفظ أو كتابة المقاومة في البيان الوزاري أو الخطاب السياسي وصار ذكر الشهداء عيبا اوممنوعا بضغط ممن تعامل مع اسرائيل وتحالف معها واستبدلت المقاومة بالمقاولة والمساومة ! .
عندما اجتاح العدو الاسرائيلي الجنوب اللبناني عام 1982 استبدل كلمة أو الفدائييين "بالمخربين "واثناء جلسة تحقيق مع أحد ضباط المخابرات الاسرائيلي المقدم أبو يوسف (اغتالته المقاومة فيما بعد ) كان يصر على أن لا الفظ كلمة "مقاومين" أو مقاومة واستبدالها بكلمة "مخرب" وبعد أكثر من ثلاثين عاما يمنع بعض اللبنانيين استخدام لفظ "المقاومة " ويهربون من لفظ كلمة العدو الاسرائيلي ويصفونه بالجار !.
يطالب البعض بإعادة العملاء الفارين مع اسيادهم المحتلين بضغط من المقاومة ،ولا يخجلون... ليغتالوا الشهداء ثانية وليكرروا ما قاله الجنرال غورو بعد معركة ميسلون وهزيمة الجيش العربي بقيادة الشهيد يوسف العظمة، حيث وقف على قبر صلاح الدين الأيوبي شامتا "ها قد عدنا يا صلاح الدين "
هل سيطالب البعض بتعديل القوانين لتجريم كل مقاوم حمل السلاح بوجه العدو الاسرائيلي وفرض غرامة مالية أو مسلكية على كل من يضبط متلبسا بلفظ أو كتابة "مقاومة"وهل ستقام الحواجز الطيارة لنزع كل ملصق أو اشارة تدل أو ترمز الى "المقاومة" !من يمنع كلمة المقاومة في البيان الوزاري هو من الذين لم يقاوموا العدو يوما ولم يقاوم اغراءات المال والسلطة ، ولم يقاوم بيع الوطن والسيادة والكرامة :ولم يقاوم التوطين والتطبيع مع العدو الاسرائيلي .
الربيع العربي المزيف هو " ربيع اسرائيل " الذي ازهر بتفجير الساحات العربية واستنزاف الجيوش والمقاومة و تدجين بعض حركات المقاومة الفلسطينية وتطبيع العلاقات العربية –الاسرائيلية ،وأزهر الربيع الاسرائيلي في الجولان المحتل بزيارة نتينياهو جرحى المعارضة السورية في تكرار لمشهد جيش لحد العميل ، ومسلحون تعالجهم اسرائيل ليسوا ثورة وطنية مخدوعون أو متآمرون وخونة .
فاجعة كبرى أن يطعن الشهداء والمقاومون من أخوتهم في المواطنية والدين.... ونسأل هل يبرر الخلاف السياسي أو الصراع على السلطة أن تردد ألسن بعض اللبنانيين ما تردده ألسنة الأميركين والاسرائيليين بقصد أو غير قصد ، لقد تقاعس معظم اللبنانيين عن واجبهم بمقاومة العدو بل وتحالفوا معه ووقعوا اتفاق 17 أيار ، واعتقلوا المقاومين ولايزالوا يعاقبوهم بدل تكريمهم...و يمنعون التلفظ بالمقاومة و من نكد الدهر علينا أن يحاسب المقاوم ويترك العميل كمثل اللص الذي يحاسب القاضي.
حاول أعداء الله صلب السيد المسيح(ع) لدعوته لهم لعبادة الله ة فصار الرسول مدانا و المجرمون قضاة!! و حوصررسول الله محمد (ص). مكة و صار الكافرون من قريش هم القضاة.و قتل الإمام الحسين (ع) و صار خارجا عن الدين و يزيد الفاسق أميرا للمؤمنين!!!
الظاهر أن محنة الأنبياء و أبنائهم تتكرر... و لكن نقول لمن يغتال المقاومة لفظا ، بأنكم واهمون و سذج فالمقاومة ليست حبرا يمحى وورقا يمزق أو يحرق, فالمقاومة فكرة و قناعة و الفكرة لا تقتلها الطلقة و لا يذبحها السكين و لا تمحوها الأيدي و الملوثة،ولن يركل المحتل قبور شهدائنا و لن يعود المحتل ليخيف أطفالنا و يحرق أرضنا ثانية ... كل بيان بلا مقاومة هو بيان( لبنان المحتل) وليس لبنان المحرر بدم الشهداء و لن يستطيع أحد محو الحبر المقدس الملون بدم الشهداء.
أيها اللبنانيون الشرفاء و المقاومون إرفعوا شعارات المقاومة قبل و بعد البيان الوزاري و لتعلنوا تأييدكم للمقاومة لمنع إلغائها و أرفعوا صور الشهداء و في الساحات و على شرفات المنازل واجعلوا كل صفحاتكم صفحات المقاومة... المقاومة هوية و إنتماء فلا تتنازلوا عن هويتكم و كرامتكم.
10\3\